الطامعون
مالي أراكَ مُعَذَّبًا ومُمَزَّقًا
يا موطني، والنائباتُ كَثِيرَةْ؟
والحُزْنُ يَملأُ خافِقَيْكَ ويعتلي
هاماتِكَ العُليا بلا تأشِيرَةْ.
ومدامِعُ الأحرارِ تَجْرِي كلَّما
أَعْلَنْتَ يَأْسَكَ، والظُّرُوفُ مُرِيرَةْ.
والأرْضُ فيكَ كأنَّها مَهْجُورَةٌ،
أينَ الزِّراعَةُ والعُقولُ صَغِيرَةْ؟
لا يَعْلَمُونَ بأنَّهُمْ إن يَكْتَفُوا
أَمِنُوا وَعاشُوا في حَياةٍ قَرِيرَةْ.
أينَ العُقولُ وكُلُّها مَسْطُولَةٌ؟
وعُيُونُها مَطْمُوسَةٌ وَضَرِيرَةْ؟
والطَّامِعُونَ تَسَلَّلُوا وتَكَاثَرُوا،
يَتَسَابَقُونَ بكُلِّ نَفْسِ حَقِيرَةْ.
والحُرُّ ما عَادَتْ له حُرِّيَّةٌ
يَحْيا بِها في عِزَّةٍ وَوَتِيرَةْ.
أمْسَى غَرِيبَ الدَّارِ في أوْطَانِهِ،
وحَياتُهُ مَحْصُورَةٌ وَحَسِيرَةْ.
أينَ العُرُوبَةُ؟ أينَ قائِدُها الذي
ما زالَ مَجْهُولًا بِبَطْنِ أَمِيرَةْ؟
مُتْ يا حِمَارُ، فقد زَرَعْنا أرْضَنَا
تِبْنًا لِتَحْيَا في مُرُوجِ خَضِيرَةْ.
والقَائِدُ المَوْعُودُ حينَ قُدُومِهِ
يَلْقَى أرَاضِيَ الخَانِعِينَ أسِيرَةْ.
وأنا أُنَادِي صَارِخًا: يا موطني،
عِشْ شَامِخًا مَهْمَا الأُمُورُ خَطِيرَةْ!
شاعرة الوطن
أ.د.آمنة ناجي الموشكي
اليمن ٩. ٢. ٢٠٢٥م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق