هذا أنا
قالتْ وقدْ ضاقت منَ الأهْوالِ
أنَا غ زَّةٌ، يا مَنْ جَهَلْتَ سُؤالي
دارِ دُموعَك عنْ عدوِّك وابتَسِمْ
يا أيُّها القلبُ الحزينُ الغالي
ما زِلْتُ أرْسُمُ حُلْمَكَ الغَضَّ الذي
في ناظِرِي مَمْزُوجُ بالآمالِ
ما زِلْتُ أنْحِتُ في الوجوهِ شُعاعَهُ
نَجْمًا يُضيءُ جَواهِرًا ولآلِ
في البَسْمَةٍ الأولى تَهُزُّ الرُّوحُ مِنْ
فَرَحٍ، كنهرٍ لا يزال زُلَالِ
وكأنَّه أنْشُودَةُ الكَوْنِ الذي
أمْسَى يُنَادِي للسَّلامِ البالِي
في كَوْكَبٍ مُنْهَارِ كالرُّوحِ التي
ذُبِحَتْ بِشَفْرَةِ ماكِرٍ مُحْتالِ
تَحْسُو مَرارَتَها، وتَشْكُو مَا بِها
للهِ في لَيْلٍ مِنَ الأهْوالِ
هذَا أنا، قَلْبٌ يَئِنُّ مِنَ الجَفَا
في عالَمٍ مَشْغُولِ بالمَوَّالِ
خَذَلُوا فُؤادِي، وهْوَ في آلَامِهِ
مُتَفَرِّدٌ بالقَوْلِ والأفْعالِ
ما ضَرَّنِي كَيْدُ الأعَادِي حِينَما
دَكُّوا الدِّيَارَ، وأحْرَقُوا الأطفَالِ
لَكِنَّنِي مُتَألِّمٌ مِنْ أُمَّتي
وهْيَ العَظِيمَةُ، تَرْتَجِي إذْلالِي
وكأنَّ مَوْلَى الحَقِّ لا حَقًّا لَهُ
والحَقُّ أمْسَى للغَرِيبِ حَلالِ
هَذا أنَا بعزيمتي وإرَادَتِي
والأرضُ أرضي، فاعْزِمِ التِّرْحالِ
يا أيُّها المُحْتَلُّ، يَكْفِي أنَّنِي
ضَحَّيْتُ بالأرْواحِ والأمْوَالِ
لَكِنَّنِي بالأرْضِ لا أرْضَى، وإنْ
صِرْنَا فُتَاتَ مَجَاعَةٍ وَقِتَالِ
آمنة ناجي الموشكي
اليمن ٢٦. ٦. ٢٠٢٥م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق